المجهود الحربي البحري للوطن القبلي
عبد الحميد البركاوي
من كتاب الوطن القبلي الماضي والحاضر بحوث ودراسات
نشر وزارة الثقافة اللجنة الثقافية الجهوية بنابل 1993, ص من76 إلى78
مسألة المواني أثناء هجوم الرومان على قرطاجة
تقول المصادر القديمة ـ حسب ديدروس الصقلي وجوستينيوس أنّ أغاتوكلاس قد جهز أسطولا قوامه 60 سفينة وحمل معه 14000 رجل منهم 3500 سرقوسي و10000 يوناني (مرتزقة) سامنيت وأترسكان وجليون ـ Gaulois ـ وتحوّل في أوت 310 من سرقوسة إلى إفريقيا. وقد استغرقت عملية العبور 6 أيام و6 ليالي وقام في اليوم السابع بإنزال في منطقة Latomie أي منطقة “المقاطع” بجهة الهوارية. ويضيف ديدروس الصقلي أنه إثر حرقه للسفن الحربية توجه أغاتوكلاس في جيشه إلى مدينة Megalopolis وتمكن من الإستيلاء عليها نظرا لعدم حذق متساكنيها لفنون الحرب، وإثرها توجه نحو Tynès la Blanche التي تبعد عن مدينة قرطاج 2000 stades أي 350 كم).
تعددت القراءات حول وجهة أغاتوكلاس بعد إنزاله، هل سلك مسلكا غربيا في اتجاه قرطاج أي هل أن Mégalopolis تقع على الساحل الشرقي للوطن القبلي أم على الساحل الغربي يعني أيضا هل توجه أغاتوكلاس نحو قليبية أم نحو سيدي داود (Aspis أو Missua) ولكن قبل الخوض في مسألة موقع Mégalopolis ، نحاول أن نطرح موقع الإنزال نفسه ومحاولة تحديده، علّه ينيرنا حول النقطة الأولى أي موقع Mégalopolis وهل أن الإرساء تم بجهة “المقاطع التي تقع جنوب غربي Kalon Akrotèrion أو Cap Herméeأو بموقع آخر؟ مع التذكير بأن هذه “المقاطع” تمتد على طول 13 كم من الهوارية إلى سيدي داود وهي مسافة تتكون من سواحل صخرية غير ملائمة للبحارة ويتجنبها الملاحون. فالمؤرخ اليوناني يقول بأن الأسطول الصقلي يتألف من “60 قطعة حربية” تمت ملاحقته من طرف الأسطول القرطاجي المتركب من 130 قطعة حربية، مع العلم أن هذا الأسطول هو نفسه الذي كان يحاصر مدينة سرقوسا في صائفة 310 وهو أيضا الذي كسب واقعة بحرية بقيادة عبد ملقرط أمام الأسطول اليوناني في عرض سواحل Ecomos التي تقع إلى الجنوب قبالة السواحل الإفريقية ثم يضيف ديدروس بأن القطع الحربية القرطاجيّة المتقدمة تمكـّنت من الإقتراب من مؤخرة السفن اليونية والتي تم رميها ومناوشتها إذ أصبحت على مرمى نبالها، لكن رغم ذلك نجح الأسطول اليوناني في الوصول إلى اليابسة.