بوبوت
الحمامات العتيقة
يبدو موقع مدينة الحمامات العتيقة، والتي يعود تشييدها إلى العصر الروماني، محاصرا بالنزل السياحية وذلك في مفترق الطّرق المؤدّية إلى تونس والحمامات الجديدة وسوسة.
كانت الحمامات القديمة في بدايتها مجرّد قرية دون استقلال ذاتي على المستوى البلدي وتابعة لمدينة سياغو أي بئر بورقبة العتيقة وتحوّلت تحت حكم “كومود” إلى مستعمرة رومانية تحت رعاية سالفيوس جاليانونس قنصل إفريقيا الذي يلّقب “بسيّد المدينة” كما أتى في أحد النقوش التي عثر عليها في موقع المدينة.وككلّ المدن الرّومانية شيّد بالحمامات معبد ومسرح وحلبة صراع.
كانت الحمامات القديمة محط اهتمام المؤرخين من خلال حملتين للتنقيب على آثارها في القرنين التاسع عشر والقرن العشرين، توقّفت مدّة طويلة، ولما أعيد التنّقيب فيها مع بداية الستّينات برز من تحت الأنقاض منزلان واسعان وحمّامات وكنيسة رومانيّة.
يرجع تشييد أحد المنزلين إلى القرن الثاني والآخر إلى القرن الخامس بعد الميلاد وقد رصّعت أرضيتها بفسيفساء بيضاء وسوداء. أحداها تمثـّل رأس ديونيزوس إلاه النبات وخاصّة الكروم والخمور ومنزل بجنوب الموقع رصّفت أرضيته بفسيفساء ذات أبعاد هندسيّة عليها مشاهد تمثّل عصافير ومشاهد صيد ربّما تعود إلى القرن الرّابع ميلادي.
أهمّ ما عثر عليه في ذلك الموقع المقبرة الشاسعة التي تمسح خمسة آلاف متر مربع، وكشف حفر قبورها، التي بلغ عددها 1300 قبر، عن عدّة قرابين تعدّ أهم ما وقع اكتشافه من نماذج تلك القطع في البلاد التونسية.