علماء من الوطن القبلي
الإمام المنزلي
000 – 1248 هـ / 1832 م
محمد بن مَحمد (بالفتح) بن فرج، ويعرف بالإمام المنزلي.
أصل جدّه من مصر ولد في “منزل بوزلفة” أواخر المائة السادسة هجرية وتولـّى إمامة جامعها لأول بنائه. وتعاقب أولاده في إمامته إلى عهد المترجم وما بعده.
وهو ـ إلى جانب مشاركته في العلوم الفقهية ـ يعتبر في الطريقة الصوفية القادرية إمام أهمل إفريقية، عنه تصدر الإجازات ، وإليه يرحل طالبوها حتى جعل له أمير وقته طابعا يطبع به الإجازات.
توفـّي في بلده “منزل بوزلفة” في 18 رجب 1248 / 1832 م.
لــه :
1 – آداب المريدين.
منظومة شرحها عبد القادر بن محمد المجاوي المتوفـّي سنة 1332 / 1913 طبعت بتونس بالمطبعة الرسمية سنة 1313 هـ / 5 – 1896.
2 ـ سعادة الدارين في الصلاة والسلام على سيّد الثقلين.
قال عنه الكناني : “يتبع فيه الشيخ الأكبر الوليّ الأشهر أبا عبد الله سيدي محمد الجزولي قدر ثلثي دلائل الخيرات…” ثم نقل نصا من مقدمته.
3 – أحكام الجمعة .
منظومة، ضمّن فيها جميع ما حكاه الشيخ خليل في مختصره “حسب عبارة الكناني”.
4 – منظومة في الإسراء والمعراج (848 بيتا)
مخطوطة ضمن مجموع بدار الكتب الوطنية بتونس رقم 1956.
5 – منظومة المولد الشريف
ختمها بلده منزل بوزلفة سنة 1192 هـ
محفوظة ضمن المجموع الآنف الذكر رقم 1956
6 – تخميس قصيدة البردة
مخطوط ضمن المجموع رقم 1956
طبع بتونس بالمطبعة الرسمية سنة 1304 هـ ضمن مجموع في الطريقة القادرية.
7 – منظومات كثيرة في مدح الرسول ـ صلى الله عليه وسلّم ـ ومدح عبد القادر الجيلاني وطريقته، ومعارضة بعض قصائد الشيخ عبد القادر أو تشطيرها وهي كثيرة.
مخطوطة ضمن المجموع رقم 1956.
طبع جانب كبير من هذه القصائد ضمن مجموعة مؤلفات في الطريقة القادرية. طبع المطبعة الرسمية التونسية سنة 1304 هـ من ص 247 إلى 317، ومن ص 346 – 348 ومن صفحة 351 – 354.
الحــمــامي
محمد بن سالم بن فرج الحمّامي نسبة إلى بلد الحمامات قرب نابل. قرأ في حاضرة تونس ثم تولـّى خطة الإشهاد العام في بلده ـ شوال 1211 ـ ثم سافر إلى مصر وأخذ عن الشيخ عبد الله الشرقاوي، والشيخ محمد الحفني الخلوتي خليفة الشيخ مصطفى البكري. ثم حج ورجع إلى مسقط رأسه وباشر إمامة جامع بلده ثم وظيفة القضاء به. وأقام عليه إلى أن توفـّي خلال سنة 1250 هـ ودفن بمقصورة الإمام بجامع الحمامات.
له :
- شرح على صحيح مسلم في عدة أجزاء لم نقف عليه.
- شرح البردة ولم يسمه باسم خاص وهو شرح على اختصاره في غاية الإفادة ذكر في أثنائه أنه حرره وعمره سبعون عاما وهو يخرج في نحو 200 ورقة، منه نسخة بمكتبتي الخصوصية تاريخ نسخها 1282 هـ.
- شرح علي ابن أبي جمرة لم نقف عليه
- شرح السيرة النبوية التي وضعها عبد السلام الفاسي
- شرح علي “استغاثة بأهل بدر” من نظم شيخه محمد بن سالم الحفني الخلوتي حرره في سنة 1227 هـ يخرج في 75 ورقة موجود بخطه في مكتبتي الخصوصية.
- استغاثة بأهل بدر من نظمه وهي قصيدة تبلغ 160 بيتا.
- خطب منبرية من تحريره مجموعة في ديوان.
- شرح على ورد الغروب من تأليف الشيخ مصطفى بن علي البكري المتوفّي 1162 هـ ، فرغ من تأليفه سنة 1215 هـ. منه نسخة بسوق العطارين وبخطه في مكتبتي الخصوصية.
الإبــّيــــــانـــي
عبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن إسحاق التميمي أبو العبـّاس شهر الإبّياني نسبة إلى قرية “إبيانة” من قرى مرناق بأحواز تونس اندثرت الآن ولم يبق منها سوى مكانها. تفقـّه بيحيى بن عمر الكناني وعليه اعتماده. وسمع من حماس بن مروان وغيره. وأخذ عنه جماعة منهم ابن زيد وأبو الحسن القابسي. وكان شيخ الفتوى وحافظ مذهب مالك في عصره مع ميل إلى آراء الإمام الشافعي، ذا خير ووجاهة وأمانة في النـّقل والرواية وجودة فكر في الاستنباط، كثير التواضع. إذا قيل له : يا فقيه. يجيب : لقب لُقبْناهُ.
وقيل إن أبا محمد بن أبي زيد كان إذا نزلت به مشكلة كتب بها إليه يستشيره في وجه حلـّها. قال القابسي : ما رأيت بالمشرق ولا بالمغرب مثل أبي العبـّاس. كان يفصل المسائل كما يفصل الجزار الحاذق اللحم.
وكان يحبُّ المذاكرة في العلم ويقول : هي تلقيح العقول دعونا من السماع، ألقوا المسائل على المطارحة. وربّما دخل عليه أصحابه وهو ملتاث فإذا أخذوا في المذاكرة زال التياثـُه وظهر نشاطه.
وكانت له فراسة لا تكاد تخطئ، يُذكر أنـّه قال لتلميذه أبي الحسن القابسي، وهو يقرأ عليه، والله لتضربنّ إليك آباط الإبل من أقصى المغرب. فكان كما حدس.
وحج الإبّياني ودخل مصر في زمن كافر الإخشيدي. وقصد جامع عمرو بالفسطاط فتلقّاه نحو أربعين عالما لم يكن فيهم أعلم منه، وجلس مع جملة الناس، فسأله رجل من أهل العلم كان بجواره: كيف رأيت مصر، قال : رأيت ظلما ظاهرا، فرفعت رقعة بمقاله إلى كافور، وكان يجلس يوم السبت للمظالم بالجامع، ويجلس حوله الفقهاء والعلماء وفيهم ابن شعبان القرطي. فلمّا استوى المجلس قال كافور : من المتكلم بهذا ؟ فقال ابن شعبان لكافور : هذا أبو العبّاس الإبّياني التونسي. ما جاز النيل منذ خمسين سنة أعلم منه، فأكرمه عندئذ كافور ورفع منزلته.
ثم عاد إلى تونس وجلس للإقراء بجامع الزيتونة . وكان الأمير إسماعيل المنصور بن القائم ثالث الفاطميين أشخص أبا العباس إلى القيروان وعرض عليه قضاء إفريقية فامتنع منه. وبعد إلحاح كبير أعفاه.
ومن تواضعه أنه سئل يوما عن فقيهَين من أصحابه فقيل له : أيهما أعلم؟ فقال : ـ إنّما يفضل بين عالمين من كان أعلم منهما. وفضائله كثيرة ومناقبه كريمة رحمه الله تعالى.
وتوفي أبو العباس سنة 352 هـ. وقال المالكي سنة 361 وهو ابن مائة سنة غير أربعة شهور. وضريحه موجود الآن بفحص مرناق من أحواز تونس وعليه قبّة تعرف بضريح سيدي الإبياني. ولا إدخال أحدا من أبناء تونس يعرف نسبة هذا الضريح إلى ذلك العالم الجليل.
ولم يذكر لنا أصحاب الطبقات ولا أرباب التراجم شيئا من تآليفه. غير أني عثرت له على رسالة فريدة في بابها عنوانها “مسائل السماسرة” وهي شاملة للقضايا التي تعرض للسماسرة في مباشرتهم لمهنتهم، وعلائقهم بالتجار والأحكام الفقهية التي تنالهم في احلة التضييع والتفويت من ضمان وإغرام وغير ذلك، منها نسخة (أظنها فريدة) ـ ضمن مجموع خطّي بخزانة السيد بلحسن النجار المفتي المالكي بحاضرة تونس واحتفظت بنسخة منها في مكتبتي آمل أن أنشرها يوما.
إسماعيل التميمي
إسماعيل بن محمد بن حمّودة عرف التميمي، نسبة إلى بلد منزل تميم بدخلة المعاوين من الوطن القبلي ـ جزيرة شريك قديما ـ وبها ولد في عام 1165 هـ وقرأ على شيوخ عصره كصالح الكواش وعمر المحجوب والشحمي، وتولـّى بعد حين قضاء المالكية بالحاضرة سنة 1221 هـ ونقل منها إلى الفتوى 1230 ـ ثم امتحن بالغزل إلى بلد ماطر بسبب دسيسة لفـّقت عليه من كونه يترقب زوال الدولة ويخبر بشرح الجفر سنة 1235 هـ وسجن بعض أتباعه، ثم بعد شهر أعفي عنه وأعيد إلى الفتوى رجب 1232 هـ وارتقى آخرا إلى رئاسة المفتيين بالمذهب المالكي سنة 1243 هـ وبقي عليها إلى أن توفـّى في 15 جمادى الأولى 1248 هـ.
كان فقيها أصوليا نحويـّا له تحريرات فقهية فائقة.
لــه :
- المنح الإلهية، في طمس الضلالة الوهابية وهي رسالة رد فيها على مذهب محمد بن عبد الوهاب النجدي، حررها بطلب من الباي حمّودة باشا طبعت بتونس عام 1328 هـ.
- رسالة في الحبس والخلوّ عند المغاربة والمصريين طبعت مع غيرها عام 1316 هـ.
- حكم طعام أهل الكتاب رسالة موجودة.
- ضريبة العشر الموظفة على بعض الحبوب، رسالة موجودة.
وله فتاوى ورسائل كثيرة ، قال صاحب الاتحاف : “لو جمع كان جزء”