تبلغ مساحة شبه جزيرة الوطن القبلي 2822 كم² أي ما يعادل 1,8 % من مساحة كامل البلاد وهي شبه جزيرة يحيط بها البحر الأبيض المتوسط شمالا وشرقا وجنوبا وتجاورها غربا ولاية بن عروس ومن جهة الجنوب الغربي ولايتي زغوان وسوسة.
1–الملامح التضاريسية
تنقسم الولاية إلى ثلاث مناطق طبوغرافية كبرى : سهول وجبال وتلال وهضاب وطيئة.
أ ـ السهول: داخلية وساحلية متكونة من رواسب غرينية (Dépots alluviaux) في أغلبها.
ب ـ الهضاب الوطيئة : أراضي رملية حثية في أغلبها طفلية وكلسية تتخلّلها بعض السباخ.
ج ـ التــلال : تأخذ أحيانا شكل جبال متوسطة الارتفاع (637 م كأعلى قمة) متكونة من صخور صلبة وأخرى هشة تختص سفوحها بانحدارات ضعيفة.
ينقسم الوطن القبلي إلى ثلاث مناطق طبيعية :
- سهل قرنبالية : (منطقة الأشجار المثمرة) :
هو سهل منفتح على خليج تونس ومنفصل عن سهول تونس بالجبال وتعرف هذه الجهة بإنتاجها للعنب وهو يعتبر النشاط الفلاحي الأساسي حيث يمتد من بوعرقوب إلى فندق الجديد ، كما تشمل هذه الجهة السهول الرملية بمنزل بوزلفة وبني خلاد وتحتوي على كمية وافرة من المياه الباطنية ممّا ساعد على فلاحة القوارص . أما سهول سليمان فقد عرفت بزراعة الخضر (طماطم ، دلاع ، بصل ، فلفل ، بطاطا…).
- الشريط الساحلي الشمالي والشرقي : (منطقة إنتاج الخضر والأشجار المثمرة):
وهي منطقة تمتد على طول 100 كم ويبلغ عرضها 10 كم وتنقسم إلى ثلاث مناطق:
- منطقة الهوارية : متكونة من سهول الهوارية ودار علوش وتمتاز بتربتها الرملية وتختص بزراعة الطماطم والفلفل والكاكوية.
- منطقة قربــة ـ قليبية: تمتاز بزراعة الخضر الصيفية والشتوية والتوابل وبغراسات الكروم وبعض الأنواع من الأشجار المثمرة
- منطقة الحمامات ـ تازركة : تمتد من جنوب قربة إلى الحمامات ويعتبر هذا الوسط الطبيعي أقل خصوبة من منطقة قربة . وتمتاز هذه المنطقة بقلة سهولها أضف إلى ذلك قلة مواردها المائية . وهي تعتبر الجهة التقليدية لزراعة القوارص غير أن هذه الخاصية انتقلت إلى منزل بوزلفة وبني خلاد
- الدخلة (منطقة إنتاج الحبوب):
توجد هذه المنطقة عند حضيض جبل سيدي عبد الرحمان ، ونظرا لطبيعة أراضيها فهي تختص بتربية الحيوانات وزراعة الحبوب.
وتأثر الخصائص التضاريسية تأثيرا مباشرا على توزيع السكان على تراب الولاية إذ تتمركز جل المدن والتجمعات السكنية الهامة على الشريط الساحلي الشمالي والشرقي ومنطقة سهل قرنبالية حيث الأراضي الخصبة وتوفر المياه بالمائدة السطحية وتستقطب هذه المناطق أهم الأنشطة الاقتصادية من فلاحة سقوية وصناعة وسياحة وخدمات أما المناطق الجبلية الوعرة فتعتبر طاردة للسكان فزيادة على ضعف كثافتها السكانية فإنها مصدرا للهجرة .
ومن جهة أخرى فإن بعض المرتفعات الموجودة حول عديد المدن (مثل نابل والحمامات ودار شعبان وبني خيار وقليبية) يجعل إمكانية التوسع العمراني نحو المناطق الداخلية محدودة جدا الشيء الذي جعل هذه المدن تتطور على طول الشريط الساحلي حيث الأراضي الفلاحية الخصبة والمناطق السقوية.
إن وجود بعض الـمرتفعـات حول عـديد الـمـدن جـعل الـمناطق العمـرانيـة تتوسع عـلى طول الشريط الساحلي حيث الأراضي الـفلاحـيـة الـخصبـة والـمـناطق السقـويــة
2–المــنــاخ
يتميز مناخ الجهة بأمطار متباينة جغرافيا وسنويا (معدل الأمطار يتراوح بين (360 و 670 مم) ويتأثر المناخ بالرياح التي تهب كامل فترات السنة أو تكاد والتي كثيرا ما تسبب أضرار بالزراعات خاصة إذا ما تعلق الأمر برياح الشهيلي.
وتنقسم الولاية إلى أربعة أقاليم مناخية :
- إقليم تحت الرطب شتاؤه دافئ
- إقليم تحت الرطب شتاؤه مستحب
- إقليم شبه قاحل علوي شتاؤه دافئ
- إقليم شبه قاحل علوي شتاؤه مستحب
من جهة أخرى فإن شبه جزيرة الوطن القبلي تدخل قرابة 90 كم في البحر وعلى طول هذه الجهة فإن السواحل الغربية أو الشرقية لا تبعد أكثر من 20 كم ولهذا فإن المناخ بهذه الجهة يتأثر بالبحر.
أ ـ الــريــاح:
يعتبر الوطن القبلي منطـقة معـرضة للـرياح (Région Venteuse) إذ لا يتجاوز عدد الأيام بدون رياح 40 يوما في السنة وتعتبر الرياح الشمالية الغربية والرياح الجنوبية أكثر استمرارا:
- الرياح الشمالية الغربية : تهب طيلة أيام السنة وتبلغ ذروة قوتها في الربيع وفي بداية الصيف.
- الرياح المتأتية من الجنوب ومن الشرق : تهب خاصة في الصيف
وزيادة على اختلاف قوتها ، فإن الرياح الشمالية الغربية تأتي من البحر وهي تكون مشحونة برطوبة ذات مضرّة للفلاحة وخاصة لزراعات الخضر . أما الرياح الجنوبية والشرقية فهي ذات حرارة عالية وتصبح بدون فاعلية بعد مرورها بخليج الحمامات الذي يقلص مفعول الشهيلي.
كل هذه المعطيات تؤكد ضرورة إقامة مصدات الرياح لحماية المزروعات الفلاحية.
ب ـ الأمــطار:
تؤدي التضاريس دورا هاما في توزيع الأمطار غير المتساوي ويفسر اتجاهها بالتالي تناقص الأمطار من الشمال إلى الجنوب.
فهكذا يبلغ معدل الأمطار بالشمال ما بين 600 مم و700 مم على المرتفعات بينما يبلغ المعدل حوالي 450 مم في جنوب الجهة وبسهول قرنبالية.
ومثل بقية البلاد فإن كميات الأمطار تختلف حسب السنوات وخلال السنة نفسها.
وتنزل الأمطار في أيام معدودة لذلك فهي قوية وتتسبب في انجراف السهول . ففي الحمامات لوحظ أن الأمطار التي تنزل طيلة 86 % من الأيام الممطرة تأتي بأقل من 10 مم بينما الأمطار القوية التي تنزل في 24 ساعة تأتي بأكثر من 30 مم وكثيرا ما تتسبب في الفيضانات.
أما مياه الأمطار التي تنزل في الربيع فإنها تضر بالمزروعات السنوية البعلية.
ج ـ الحــرارة :
يبلغ المعدل العادي لدرجات الحرارة 17 درجة ، ويقدر معدل درجات الحرارة لأكثر الأشهر حرارة (جويلية وأوت) بحوالي 26 درجة . أما خلال أكثر الأشهر برودة فإن معدل درجات الحرارة يتراوح بين 11 و12 درجة مع العلم أن هناك تشابه كبير للمعدلات العادية لدرجات الحرارة بمختلف مناطق الولاية.
وبصفة عامة فإن الحرارة لا تؤثر سلبا في فلاحة الوطن القبلي إلا بسهول قرنبالية عندما تبلغ درجة الحرارة أقصاها.